ملف مادة العقيدة 221

 



AQIDAH




 

( 221 )  ISLS




 

الفصل الثاني للعام الجامعي 1429/ 1430 هـ



أستاذ المادة


د. محمد بن عبد الله الحلواني

 

تمهيد وترحيب

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه نستغفـره ، ونعوذ بالله من شـرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحـده لاشريك له ، وأشهـد أن نبينا محمـداً عبـده ورسـوله ، سيـد الأولين والآخـرين ، وخـاتم الأنبياء والمرسلين ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعـد :

فإنه يسعدني جداً أن ألتقي بكم في صرحٍ من صروح العلم والتعليم ، ودارٍ من دور المعرفة والتفهيم ، وأرحب بكم في بداية هذه المحاضرات في مادة العقيدة الإسلامية - المستوى الأول – وأسأل الله عز وجل أن يفتح علينا وعليكم بفتوح العلماء العاملين من عباده الصالحين ، وأن يعلمنا ماينفعنا، وينفعنا بما علمنا . اللهم يامعلِّم آدم وإبراهيم علمنا ، ويامفهِّم سليمان فهمنا ، ويامؤتي لقمان الحكمة آتنا الحكمة وفَصْل الخطاب ، اللهم زدنا علماً وألحقنا بالصالحين .

قبل أن نبدأ في هذه المحاضرة أحب أن أذكّركم بأمر مهم جداً ألا وهو تجديد النية في طلب العلم ، فمن طلب العلم يبتغي به وجه الله ثم نفع المسلمين ، فهو في جهادٍ ورفعةٍ وزيادة، فهيِّؤوا لأنفسكم النية الصالحة في طلب العلم ، وجدّدوا النية الحسنة في التحصيل العلمي ، وعوّدوا أنفسكم أنكم لاتريدون بطلبكم العلم شهادةً ولا وظيفةً ولا منصباً ولا جاهاً ، بل تطلبون ذلك ابتغاء وجه الله ، فإن جمع الله لأحدكم حُسن النية مع الوظيفة فهذا خير على خير ، وإن فَقَد طالب العلم النية الصالحة وتوجّه إلى التعلم لمجرَّد الحصول على المؤهّل والوظيفة فهذا التصرف خيانة لنفسه ودينه وأمته، وإن خسرها فقد خسر الحسنيين . ثبت في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله r : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى ) .

إن طلب العلم في أي حقل من حقوله ، وفي أي فرع من فروع تخصصه فريضة إسلامية على كل مسلم ومسلمة على حسب الطاقة ، وخاصة العلم الشرعي ، فهو من أشـرف العلوم وأفضلها . والواجب على طلاب الجامعة أن يتحلّوا بحلية طلاب العلم ؛ فيكونوا أكمل الناس أدباً ، وأشدّ الخَلْق تواضعاً ، وأعظمهم نزاهة وتديناً ، وأقلّهم طيشاً وغضباً . وينبغي أن يكون لسان حال طلاب قسم الدراسات الإسلامية كما قال الشاعر :

لِكُلِّ بَنِي الدُّنيَا مُرَادٌ وَمَقْصَدُ          وَإِنَّ مُرَادِي صِحَّـةٌ وَفَرَاغُ

لأَبْلُغَ في عِلْمِ العَقِيْـدَةِ مَبْلَغاً          يَكُونُ بِهِ لي في الجِنَانِ  بَلاغُ



 

معلومــــات عن المقــــــــرر


اسم المقرر : العقيدة الإسلامية AQIDAH         

رمز المقرر : سلم    ISLS        

رقم المقرر :221  ( 221)

المتطلب السابق : لايوجد.

أهداف المقرر :

تهدف هذه المادة إلى تعميق الإيمان وزيادته عند الطلاب عن طريق دراسة أركان الإيمان ورؤوس موضوعاته دراسة متقدمة ، مع تعريفهم بمنهج السلف الصالح رضي الله عنهم في فهم العقيـدة ، وتهيئتهم لتطبيق هذا المنهج على واقع الحياة بعيداً عن الغلو والتطرف ، مع كيفية الرد على المخالفين بمبدأ التصحيح دون التجريح .

محتوى المقرر :

1-         مقدمات تمهيدية عن أهمية العقيدة ومعناها ومعالمها وموضوعها ومصادرها ومنهج أهل السنة والجماعة في تلقي العقيدة الصحيحة ودراستها.

2-         إثبات وجود الله - أنواع التوحيد - إثبات وحدانية الله - مراتب الشهادة - مقتضيات التوحيد.

3-         الرد على شبهات المشركين وضلالاتهم .

4-         إثبات الصفات الإلهية - دراسة تفصيلية لبعض الصفات .

5-         الإيمان : تعريفه وشعبه وزيادته ونقصانه - نواقض الإيمان القولية والعملية - ضوابط التكفير .

6-         الإيمان بالملائكة : وجودهم ، صفاتهم ، وظائفهم ، الرد على منكريهم .

7-         الإيمان بالكتب المنـزلة : أسماؤها ، عددها ، صفاتها ، الخصائص التي تميز القرآن عن سائر الكتب .

المهارات المكتسبة :

الإلمام بمعنى العقيدة الصحيحة ومعرفة خصائصها ، وتحصين الطالب الجامعي من الناحية العَقـدية ضد الانحرافات الفكرية والشبهات العقلية ، والقدرة على التعامل مع مستجدات الأمـور في ضوء الكتاب والسنة الصحيحـة ، وتعويد الطالب على المشاركة الفعّالة في المجتمع الإسلامي ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمعتقدات الباطلة بالحكمة والموعظة الحسنة .

طرق التقييم :

يتم تقييم المادة من خلال الاختبارات الدورية والنهائية، إضافة إلى بعض التكليفات من قبل أستاذ المادة ، ومناقشة الطلاب فيما يكلفون به .

الكتاب المقرر :

- علي بن أبي العز الحنفي : شرح العقيدة الطحاوية . تقريب وترتيب : خالد بن فوزي بن عبد الحميد حمزة . ط 3 ، جدة : مكتبة السوادي ، 1426هـ . 

المراجع المساندة :

       - عثمان جمعة ضميرية : المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية، جدة : مكتبة السوادي ، 1417 هـ.

- محمد خليل الهراس : شرح العقيدة الواسطية ، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، 1396هـ .

- عمر بن سليمان الأشقـر : العقيــدة في الله . ط 4 ، الكويت : مكتبة الفلاح ، 1407 هـ .

- محمد بن صالح بن عثيمين : القواعد المثلى ، الرياض : دار الوطن , 1412 هـ .

- عبدالله بن محمد القرني : ضوابـط التكفــير . ط2 ، مكة المكرمة: دار عالم الفوائد، 1420 هـ .

- عبد العزيز العبد اللطيف : نواقض الإيمان القولية والعملية. ط1، الرياض: دار الوطن، 1414 هـ .

مواقع على الانترنت:

www.al-eman.com

www.alhawali.com

www.almoslim.net

www.dorar.net

مصادر إضافية:

منتدى العقيدة http://forum.islamacademy.net

صيد الفوائد  http://www.saaid.net 

الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب

http://www.iu.edu.sa/Arabic/DetailNews.asp?num=86


الصفحات المطلوبة من الكتاب المقرر :

·        مقدمة الشارح من ص ( 121 – 146 ) .

·        الإيمـــان بالله تعالى (151 – 163 ) .

·        أنواع التوحيـــد  ( 313 – 485 ) .  

·        الإيمـان بالملائكــة ( 685 – 709 ) .

·        الإيمـــان بالكتب ( 713 – 770 ) .


بنط الخط المطلوب من الكتاب المقرر :

- البنط الكبير: كلام المؤلف الإمام الطحاوي رحمه الله .

- البنط الوسط: كلام الشارح الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله .

- البنط الصغير في المتن والحاشية : كلام الشيخ خالد حمزة حفظه الله .

والمطلوب هو المكتوب بالبنطين الكبير والوسط، وأما البنط الصغير فللفائدة وزيادة في التوضيح. يُنظر ص (151 – 437 – 767) .

طريقـــة الأسئلة في الاختبارات :

تتكون الأسئلة من ثلاثة أنواع :

·        سؤال صح أو خطأ .

·        سؤال اختيار من متعدّد .

·        سؤال إكمال فراغ .

طريقة التقييم ( لطلاب الانتظـام ) :

أولاً : الاختبارات والدرجات :

·        الـــدوري الأول  : (20) عشـرون درجة .

·        الـــدوري الثاني   : (20) عشـرون درجة .

·        المناقشـة والمشاركة   : (10) عشـر درجات  .

·        الواجبات والتكليفات : (10) عشـر درجات  .

·        الاختبـار النهــائي :  (40) أربعـون درجة .

ثانياً : الغياب والتأخر عن المحاضرات :

·    غياب أكثر من 25% من المحاضرات يؤدّي إلى حرمان الطالب من دخول    الاختبار النهائي ، ويُعطى درجة محروم من المادة (DN) .

·        التأخر عن حضور المحاضرات من بدايتها لكل ثلاث مرات يعادل غياباً واحداً .

·    التحضير يكون في بداية المحاضرة ، ومن دخل القاعة بعد الانتهاء من التحضير فلابد أن يسجل اسمه في الورقة المعدة لذلك قبل جلوسه .


الجدول الزمني للمحاضرات والاختبارات في مادة العقيدة

الإسلامية
ISLS - 221 - AA

الأسبوع

التاريخ

الموضوع

القراءة المطلوبة

ملاحظات ومواعيد مهمة

1

3 / 3 / 1430 هـ

مقدمة للمادة ومناقشة مخطط المقرر وتوزيع الدرجات

مقـــدمة شـارح الكتاب مع الباب الأول

شراء الكتاب المقرر

5 / 3 / 1430 هـ

تعريفات وبيان معالم العقيدة ومصادر التلقي

 

2

10 / 3 / 1430 هـ

حد الإيمان وحقيقته

151 - 156

 

12 / 3 / 1430 هـ

اختلاف الناس في حد الإيمان

159 – 163

 

3

17 / 3 / 1430 هـ

أنواع التوحيد

313 – 317

 

19 / 3 / 1430 هـ

توحيد الربوبية : تقريره وأدلته والانحرافات فيه

321 – 362

 

4

24 / 3 / 1430 هـ

الاستدلال على الله بالله – الدليل الفطري

322 – 339

 

26 / 3 / 1430 هـ

دليل الآيات – المقاييس العقلية

340 – 351

 

5

1 / 4 / 1430 هـ

إجماع الأمم – معجزات الرسل

352 – 362

 

3 / 4 / 1430 هـ

الاختبار الدوري الأول

121 – 163

313 - 362

اختبــــــــار (1)

6

8 / 4 / 1430 هـ

توحيد الأولهية

363 – 458

 

10 / 4 / 1430 هـ

استلزام توحيد الربوبية لتوحيد الألوهية

365 – 374

 

7

15 / 4 / 1430 هـ

توحيد الألوهية أول دعوة الرسل – شهادة التوحيد

375 – 385

 

17 / 4 / 1430 هـ

الدعاء هو العبادة 

386 - 396

 

8

22 / 4 / 1430 هـ

الخوف والرجاء

397 – 400

 

24 / 4 / 1430 هـ

التقوى والتوكل - ولاية الله وأهلها 

401 - 425

 

9

29 / 4 / 1430 هـ

 

 

إجازة منتصف الفصل 

2 / 5 / 1430 هـ

 

 

10

7 / 5 / 1430 هـ

بعض الانحرافات في توحيد الألوهية - الاستشفاع والتوسل

426 –  436

 

9 / 5 / 1430 هـ

الكهانة وادعاء علم الغيب

437 – 440

 

11

14 / 5 / 1430 هـ

التنجيم

441 – 443

 

16 / 5 / 1430 هـ

السحر

444 – 448

 

12

21 / 5 / 1430 هـ

أولياء الشيطان

449 - 458

 

23 / 5 / 1430 هـ

توحيد الأسماء والصفات: تقريره – الضوابط فيه

461 – 485

 

13

28 / 5 / 1430 هـ

الاختبار الدوري الثاني

363 - 485

اختبـــــــار (2)

1 / 6 / 1430 هـ

الإيمان بالملائكة

685 – 709

 

14

6 / 6 / 1430 هـ

أصناف الملائكة

685 – 696

 

8 / 6 / 1430 هـ

المفاضلة بين الملائكة وبين صالحي البشر

697 – 709

 

15

13 / 6 / 1430 هـ

الإيمان بالكتب الربانية وتقرير اعتقاد أهل السنة والجماعة

713 – 716

 

15 / 6 / 1430 هـ

أقوال الناس في كلام الله والرد على من زعم أن القرآن مخلوق

717 – 770

 

16

17 / 6 / 1430 هـ

آخر موعد لتسليم التكليفات والواجبات

 

تسليم الواجبات

000 / 6 / 1430 هـ

الاختبـــــار النهـــــــائي

اختبــــــــار (3)



أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقني وإياكم صحة في إيمان وإيمانا في حسن خلق ونجاحا يتبعه فلاح


أستاذ المادة :

د. محـمد بن عبد الله الحـلواني


============================


صورة غلاف الكتاب القرر





 



===============================

                                                                                                                   

 

ملخص الفوائد في مادة

العقيدة الإسلامية

( سلم 221 )

 

الفصل الثاني للعام الجامعي 1429/ 1430 هـ

 

أستاذ المادة

د. محمد بن عبد الله الحلواني

 

أقســام المقـــرر

القسم الأول    : الإيمان بالله تعالى

القسم الثاني : الإيمان بالملائكــــة

القسم الثالث : الإيمان بالكتب الربانية



 

القسم الأول

الإيمان بالله تعالى


تعريفات ومقدمات

اسم مؤلف العقيدة الطحاوية: الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ( ت 321 هـ ) .

اسم شارح الطحاوية : الإمام علي بن علي بن أبي العز الحنفي الدمشقي ( ت 792 هـ ) .

تعريف العقيدة

العقيدة لغة: من العَقْد، وهو الرّبط والشّد بقوة، ومنه الإحكام والإبرام والتماسك والمراصّة والتوثّق، ويطلق على العهد وتأكيد اليقين (عَقْد ) .

العقيدة في الاصطلاح العام: الإيمان الجازم والحكم القاطع الذي لايتطرق إليه الشك لدى المعتقِد، وسُمِّي عقيدة؛ لأن الإنسان يعقد عليها قلبه.

العقيــدة الإسلاميـة : الإيمان الجازم بالله – وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته – والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقَدَر والشرع، ولرسوله r بالطاعة والتحكيم والاتباع .


موضوع علم العقيدة:

العقيدة من حيث كونها علماً – بمفهوم أهل السنة والجماعة – تشمل الموضوعات الآتية: التوحيد – الإيمان – الإسلام – الغيبيات – النبوات – القَدَر – أصول الأحكام القطعية – أصول الدين والاعتقاد – الرد على أهل الأهواء والبدع وسائر الملل والنحل والمذاهب الضالة والموقف منهم .

أسماء علم العقيدة :

علم العقيدة له أسماء أخرى ترادفه عند أهل السنة وغيرهم .

فمن أسماء هذا العلم عند أهل السنة : العقيدة – التوحيد – السنة – أصول الدين – الفقه الأكبر – الشريعة – الإيمان .

ومن أسماء علم العقيدة عند غير أهل السنة والجماعة: علم الكلام – الفلسفة – التصوف – الإلهيات – ماوراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا ) .


مصادر عقيدة أهل السنة والجماعة وغيرهم:

العقيدة لها مصدران أساسيان عند أهل السنة والجماعة: الكتاب والسنة الصحيحة، وإجماع السلف الصالح مصدر مبناه على الكتاب والسنة .

ومصادر تلقي العقيدة عند غير أهل السنة والجماعة هي: العقل والنظر – الكشف والوجد والإلهام – الأئمة المعصومون .


أهمية العقيدة وضرورتها في الحياة:

العقيدة الصحيحة ضرورية للبشر ضرورة الماء والهواء؛ لأنها تحرر العقل من الخرافة، وتفسّر للإنسان لغز الحياة، وتدلّه على مصدر وجوده ومصدر وجود الكون، كما تعرفه بالعلاقة التي بينه وبين الله عزّ وجلّ، وبينه وبين الكون، وتحدثه عن العوالم الأخرى التي هي من عالم الغيب، وتبصره بمصيره بعد الحياة، وتجيبه على أسئلة الفطرة: من أين ؟ إلى أين ؟ كيف ؟ لماذا ؟.

والإنسان إذا لم يجد الإجابة الشافية الكافية عن هذه القضايا فإنه يبقى قلقاً حائراً، تتجاذبه أمواج الفتن والتيارات الهدامة من كل مكان، فالعقيدة الإسلامية الصحيحة مثل سفينة نوح عليه السلام؛ من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها هلك.

والعقيدة الإسلامية نظام كامل شرعه الله عز وجل، نجد فيها أسساً عامة للحكم والقضاء – للسياسة والاقتصاد – للتربية والاجتماع، رضيها الله لعباده، فهي صالحة لكل زمان ومكان، أتم الله بها عليهم نعمته؛ حيث أكملها لهم، فلاتقبل تحويراً، ولاتحتمل ترقيعاً، بما يستورد من نظريات غربية، ومبادىء مناقضة لهذه العقيدة. ونجد فيها الحث على تصحيح العقائد، وتحسين الأخلاق، والاستزادة من العلم، وبناء الحياة على أسس اقتصادية سليمة على مراد الله وعلى مراد رسول الله r .

فلا صلاح ولا عزّ ولا فلاح للأفراد والمجتمعات إلا بفهم العقيدة الصحيحة وتحقيقها، ولاشقاء ولاذلة ولاخسارة إلا بالتفريط فيها، والتقصير في حقوقها، ولا أدلّ على ذلك من حال الأمة الإسلامية في ماضيها وحاضرها؛ فلما كانت متمسكة بدينها، محققة لتوحيد ربها، عزّ شأنها، وعلت بين الأمم رايتها، ولما رقّ دينها، وخفّ وزن العقيدة في نفوس أهلها، هبطت الأمة من عليائها، وهوت من شامخ عزّها، فلقيت صَغاراً بعد شمم، وخمولاً بعد نباهة، وجهلاً بعد علم، وبطالة بعد نشاط.

وإن الناظر في أحوال العالم المعاصر يجد البشرية تعاني من التناقضات والأزمات المستعصية في كل جوانب الحياة... أزمات نفسية وخُلقية وفكرية، وأزمات في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وأزمات في الروابط الإنسانية والعلاقات الدولية، ولامنقذ للبشرية من تلك الأزمات، ولامخرج لها من تلك المشكلات إلا بالرجوع إلى أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة، فمتى رجع الناس إلى منهج الله وحكمه القويم وشرعه الحكيم، حيث يرد كل شيء إلى أصول ثابتة وقواعد خيرة وموازين عادلة، وبذلك ينتهي التصادم والانقسام، وتزول تلك المتناقضات، وتتلاشى هاتيك الأزمات، وتتناسق حياة الإنسان مع سنن الله في الكون، ومع فطرته التي فطر الناس عليها، وبهذا التناسق تنعم الإنسانية بالسعادة والطمأنينة، وتتفيّأ ظلال الأمن والخير .


فوائد من مقدمة شارح الطحاوية الإمام ابن أبي العز الحنفي من ص 121 إلى ص 146:

·       علم العقيدة أشرف العلوم ...

·       حاجة العباد إليه فوق كل حاجة، ولاحياة للقلوب إلا به .

·       من المحال أن تستقل العقول بمعرفة أسماء الله وصفاته ومايقربها إليه على التفصيل.

·       الأصلان العظيمان بعد معرفة المعبود : تعريف الطريق إليه – تعريف السالكين مالهم من النعيم.

·       سمى الله ما أنزله على رسوله r روحاً لتوقف الحياة الحقيقية عليه، وسماه نوراَ لتوقف الهداية عليه.

·       عامة من ضل بسبب التفريط في اتباع ماجاء به الرسول r .

·       كتاب الله تعالى فيه نبأ ماقبلكم، وخبر مابعدكم، وحكم مابينكم، وهو الفصل ليس بالهزل...

·       حقيقة الطائفة المنصورة ثم حقيقة الخلف من بعدهم الذين اتبعوا أهواءهم .

·       موقف الشارح من علم الكلام وأهله.

·       قول أبي يوسف: من طلب العلم بالكلام تزندق.

·       قول الإمام الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال.

·       كلام المتقدمين قليل كثير البركة، وكلام المتأخرين كثير قليل البركة.

·       السلف كرهوا علم الكلام لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق.

·       فمن رام علم ماحُظِر عنه علمه، ولم يقنع بالتسليم فهمه، حجبه مرامه عن خالص التوحيد...

·       قول القائل: إذا تعارضت السياسة والشرع.

·       قول القائل: إذا تعارض العقل والنقل.

·       قول القائل: إذا تعارض الذوق والكشف وظاهر الشرع.

·       قول الإمام أبي حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين: هل علم الكلام مذموم أو مباح ؟.

·       قول ابن رشد في كتابه تهافت التهافت : ومَن الذي قال في الإلهيات شيئاً يُعتدّ به ؟.

·       الآمدي توقف في المسائل الكبار واحتار.

·       الغزالي أعرض عن علم الكلام وأقبل على الأحاديث، فمات وصحيح البخاري على صدره.

·       الرازي في أقسام اللذات: ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا :: سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا.

·       الشهرستاني: لم نجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم.

·       أبو المعالي الجويني: هاأنا ذا أموت على عقيدة أمي على عقيدة عجائز نيسابور.

·       الخونجي: أموت وما عرفت شيئاً سوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح.

·       قول الطحاوي: ولانخوض في الله، ولانماري في دين الله.

·       الدواء النافع من طبيب القلوب r :" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل... اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ...." فيه توسل إلى الله بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة، له أثر عظيم في حصول المطلوب.


معالم العقيدة وحقيقة الإيمان

معالم العقيدة :

1-      قال الله تعالى: ﴿ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون . إدراك عقلي

2-      وقال تعالى: ﴿ فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً . إذعان قلبي

3-      وقال تعالى: ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمـاناً وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً . حرارة وجدانية

من هذه النصوص الشريفة نرى العقيدة الإسلامية موجزة في كلمة واحدة هي الإيمان .


حـدّ الإيمان وحقيقته  ( ص 159 )

اختلف الناس في حدِّ الإيمان اختلافاً كثيراً:

·       الإيمان: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان؛ وهو قول جمهور السلف من الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد، والأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسائر أهل الحديث وأهل المدينة وأهل الظاهر وغيرهم .

·       الإيمان: إقرار باللسان، وتصديق بالجنان؛ ذكره الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه .

·       الإيمان باللسان وحده؛ وهو قول الكرامية .

·       الإيمان بالقلب وحده؛ وهو إما المعرفة مثل قول الجهمية، أو التصديق مثل قول الماتريدية .



حديث جبريل عليه السلام في الإيمان  ( ص 151 )

هو الحديث المتفق على صحته، وفيه سؤال جبريل عليه السلام للنبي r عن الإيمان فقال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.

فهذه الأصول التي اتفقت عليها الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، ولم يؤمن بها حقيقة الإيمان إلا أتباع الرسل، وأما غيرهم فقد خالفوهم ومنهم:


= أصول الفلاسفة الفلاسفة: فهم أعظم الناس إنكاراً لها ويسمون بالحكماء عند من يعظمهم، وحقيقة قولهم أنهم لم يؤمنوا بالله ولارسله ولاكتبه ولاملائكته ولا اليوم الآخر، ومن مذهبهم: أن الله موجود لاماهية له ولاحقيقة، وأنه لايعلم الجزئيات إلا بعد وقوعها. والقرآن عندهم فيض فاض من العقل الفعال على قلب بشر زاكي, وهم ينكرون اليوم الآخر .


= أصول المعتـزلة الخمسة: لهم أصول خمسة هدموا بها كثيراً من الدين: التوحيد – العدل – الوعد والوعيد – المنـزلة بين المنـزلتين – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وبنوا أصل دينهم على الجسم والعرض ( الصفة والموصوف )، ونفوا عن الله كل صفة تشبيهاً بالصفات الموجودة في الأجسام.


= أصول الرافضة الأربعة: التوحيد – العدل – النبوة – الإمامة .


أنواع التوحيــد  ( ص  313 )

قسّم أهل العلم التوحيد باعتبارين :

1- باعتبار مُتَعَلِّقِــه:

·       توحيد الربوبية: توحيد الله بأفعاله، ويسمى التوحيد العلمي – الخبري – المعرفة – الإثبات – الاعتقاد .

·       توحيد الألوهية: توحيد الله بأفعال العباد، ويسمى توحيد العبادة – الإرادة – القصد – التوحيد الطلبي – التوحيد الفعلي – العملي .

·       توحيد الأسماء والصفات .

2- باعتبار مايجب على الموحِّد :

·   توحيد في المعرفة والإثبات: هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه، وتنـزيهه فيها عن التشبيه والتمثيل وصفات النقص. وله ضدان: التعطيل والتشبيه .

·   توحيد في الطلب والقصد: وهو عبـادته وحده لاشريك له، وتجريد محبته والإخلاص له، وخوفه ورجـاؤه والتوكل عليه، والرضى به رباً وإلهاً وولياً، وألا يجعل له عدلاً في شيء من الأشياء . وله ضدان: الإعراض عن محبته والإنابة إليه والتوكل عليه، والإشراك به في ذلك واتخاذ أولياء من دونه .


ومن أمثلة توحيد المعرفة والإثبات: أول سورة الحديد – طه – آخر الحشر – أول السجدة – أول آل عمران – وسورة الإخلاص بكمالها .

ومن أمثلة توحيد الطلب والقصد: سورة ] قل يا أيها الكافرون [ – و ] قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم [ آل عمران: 64 – وأول الزمر وآخرها – وأول يونس وأوسطها وآخرها – وأول الأعراف وآخرها.

فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه، وفي شأن الشرك وأهله وجزائهم، أول سورة وآخر سورة.

سورة الفاتحة: - ] فالحمد لله رب العالمين [ توحيد .

-       ] الرحمن الرحيم [ توحيد .

-       ] مالك يوم الدين [ توحيد .

-       ] إياك نعبد وإياك نستعين [ توحيد .

-       ] اهدنا الصراط المستقيم [ توحيد .


سورة الناس:

-       ] قل أعوذ برب الناس [ توحيد .

-       ] ملك الناس [ توحيد .

-       ] إله الناس [ توحيد .


توحيد الربوبية : تقريره وبعض الانحرافات فيه  ( ص 321 - 362 )

تقرير توحيد الربوبية  ( ص 321 )  :

·       الاستدلال على الله بالله .

·       الدليل الفطري .

·       دليل الآيات .

·       المقاييس العقلية: دليل العناية – دليل التمانع .

·       إجماع الأمم .

·       معجزة الرسل .

الانحراف في تقرير توحيد الربوبية  ( ص 357 ) :

انحرفت طائفتان في توحيد الربوبية هما :

1-   النظار من المتفلسفة والمتكلمة: بنوا أصل دينهم على الجسم والعرض الذي هو الموصوف والصفة، واحتجوا بالصفات التي هي الأعراض على حدوث الموصوف الذي هو الجسم .

2-   المتصوفة: قسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد العامة – وتوحيد الخاصة – وتوحيد خاصة الخاصة، حيث ينتهي الأخيران إلى الفناء الذي يفضي إلى عقيدة الاتحاد .


توحيد الألوهية وبعض الانحرافات فيه  ( ص 365 - 458 )

-       توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس .

-       توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية .

-       توحيد الألوهية أول دعوة الرسل .

-       شهادة التوحيد ( لا إله إلا الله ): شهادة الله لنفسه بالوحدانية، لها أربع مراتب: العلم – الكلام – الإخبار – الأمر والإلزام.

إعراب كلمة ( لا إله إلا الله ) .

-       الدعاء هو العبادة: الرد على بعض الشبهات:

          1- تعارض الدعاء والقدر ( لاحاجة في الدعاء ولافائدة فيه) .

          2- تعليل أفعال الله بالدعاء من العبد ( السائل أثّر في المسؤول ) .

          3 - تأخر الجواب مع إيقاع الدعاء ( الدعاء بمنـزلة السلاح والسلاح    بضاربه، فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً، والساعد ساعداً قوياً، والمحل قابلاً والمانع مفقوداً حصلت به النكاية في العدو ) .

          4- لماذا يدعى بالخير القائم بالعبد فعلاً في الفاتحة .

-       الخوف والرجاء والتوكل: الرجاء المحمود: رجاء رجل عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله. قال أبو علي الروذبادي: الخوف والرجاء كجناحي الطائر .

-       من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق

-       ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري

-       ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجىء 

-       ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد .

-       الالتفات إلى الأسباب شرك، ومحو الأسباب نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب قدح في الشرع .

-       ولاية الله وأهلها: ونحب أهل العدل والأمانة، ونُبغض أهل الجَوْر والخيانة .

-       مسألة الفقير الصابر والغني الشاكر

-       الكرامة والمعجزة

-       أنواع الفراسة: إيمانية – رياضية – خَلْقية .

-       قول أبي علي الجوزجاني: كن طالباً للاستقامة، لاطالباً للكرامة.


بعض الانحرافات في توحيد الألوهية:

= الاستشفاع والتوسل: التوسل نوعان: توسل مشروع، وتوسل ممنوع                                  

التوسل المشروع: التوسل بأسماء الله وصفاته – توسل بالأعمال الصالحة – توسل بلسان الحال وإظهار الضعف والحاجة – التوسل بدعاء عبد صالح .

التوسل الممنوع: الدعاء بذوات المخلوقين، مثل اللهم أسألك بنبيك أن تقضي حاجتي – الدعاء بالجاه والبركة والحرمة، مثل اللهم أسألك بجاه نبيك – الإقسام على الله بأحد خلقه، مثل اللهم أقسم عليك بفلان أن تقضي حاجتي.


مراجع مهمة في التوسل:

1-   قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية

2-   التوسل: أنواعه وأحكامه للألباني

3-   القول الجلي في حكم التوسل بالنبي والولي لمحمد بن أحمد خضر

             = الكهانة وادعاء علم الغيب: ولانصدق كاهناً ولاعرّافاً ولا من يدعي شيئاً يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة .

          = التنجيم .

          = السحر .

          = أولياء الشيطان:

                            = الطرقية والمكارون .

                            = السحرة .

                            = أصحاب الأحوال ورجال الغيب .

                            = الفقراء الفجار .

                            = البله والمولعون .

                            = الطائفة الملامية .

                            = صوفية القلوب .


توحيد الأسماء والصفات: الضوابط والأسس وبعض الانحرافات فيه (ص 461 - 485)

تقرير توحيد الأسماء والصفات  ( ص 461 )  :

·       المثل الأعلى ومثل السَّوء .

·       المثل الأعلى يتضمن أربعة أمور: ثبوت الصفة – العلم بها – الخبر عنها وذكرها – محبة الموصوف بها والإخلاص له .

·       مردّ صفات الكمال إلى ثلاثة: العلم – القدرة – الغنى .

·       الحي القيوم .

المنهج الذي تُفهم أسماء الله وصفاته في ضوئه:

إن القرآن العظيم دلّ على أن مبحث الصفات يرتكز على ثلاثة أسس:

الأساس الأول: تنـزيه الله جلّ وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيئاً من صفات مخلوقاته.

الأساس الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله r من غير تحريف ولاتعطيل، ومن غير تمثيل ولاتكييف.

الأساس الثالث: قطع الطمع عن إدراك حقيقة الكيفية؛ لأنه مستحيل .

انحراف الفِرق في الأسماء والصفات:

أولاً : انحراف المشبهة :

    التشبيه نوعان: تشبيه الخالق بالمخلوق، وتشبيه المخلوق بالخالق. والأول يتعب أهل الكلام في رده وأهله في الناس قليل، ومن أقوالهم التي تقشعر لهولها الأبدان، وتضطرب لها القلوب: إن لله يداً كيدنا، وسمعاً كسمعنا، وبصراً كبصرنا، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. والثاني كعباد المشايخ وعزير والشمس والقمر والأصنام والملائكة والنار والعجل والقبور والجن وغير ذلك، وأهله في الناس كثير.

ثانياً : انحراف النفاة : وهم ثلاث فرق:

1-  فريق نفوا الأسماء وماتدل عليه من المعاني، ووصفوا الله تعالى بالعدم المحض، وهؤلاء هم الجهمية.

2-  فريق أثبتوا ألفاظ الأسماء دون ماتضمنته من صفات الكمال، فقالوا: رحيم بلا رحمة، حكيم بلا حكمة، قدير بلاقدرة، سميع بلا سمع ... الخ، وهؤلاء هم المعتـزلة.

3-  فريق أثبت سبعاً من الصفات، وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، ونفوا ماعداها، وهؤلاء هم الأشاعرة.

ضوابط توحيد الأسماء والصفات  ( ص 472 )  :

·       تنـزيه الله عما يضاد أسماءه الحسنى .

·       الاعتصام بالألفاظ الشرعية في باب الأسماء والصفات .

·   أنواع القياس : قياس الأولى: قياس أحد الشيئين على الآخر في الحكم؛ وهو كل كمال ثبت للمكن – المخلوق – لانقص فيه بوجه من الوجوه فالله تعالى أولى منه. القياس التمثيلي: يستوي فيه الأصل والفرع؛ وهو قياس الفرع على الأصل. القياس الشمولي: يستوي أفراده؛ وهو القياس المنطقي المكون من مقدمة صغرى وكبرى ونتيجة، مثل: العالم متغير – كل متغير حادث – العالم حادث .

·       تضمن النفي إثبات كمال الضد .

·       الأصل أن يكون الإثبات مفصلاً والنفي مجملاً أدباً مع الرب سبحانه .

·       الإثبات مع التنـزيه: لاتبلغه الأوهام، ولاتدركه الأفهام.
قوله تعالى:
] ليس كمثله شيء [ رد على المشبهة، وقوله تعالى: ] وهو السميع البصير [ رد على المعطلة.
قال نعيم بن حماد: من شبه الله بخلقه فقد كفر.
المعطـل يعبد عدماً، والمشبـه يعبد صنماً.
ومن لم يتوقّ النفي والتشبيه، زلّ ولم يُصب التنـزيه.
أمراض القلوب نوعان: مرض شبهة، ومرض شهوة.


القسم الثاني

الإيمان بالملائكة


الإيمان بالملائكة ( ص 685 – 696 ) :

 هو الركن الثاني من أركان الإيمان في العقيدة الإسلامية، لايتم الإيمان إلا به، ومن كفر بهم فقد كفر بالله، ومن كان عدواً لهم فهو عدو لله تعالى.

ما معنى الإيمان بالملائكة ؟

هو الاعتقاد الجازم بأن لله تعالى ملائكة موجودين مخلوقين، وأنهم لايعصون الله ما أمرهم، ويفعلون مايؤمرون، فمنهم الصافون ومنهم المسبحون، ليس منهم ملك إلا له مقام معلوم.

أصناف الملائكة:

الملائكة أعظم جنود الله، وقد دلّ الكتاب والسنة على أصنافها، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات.ورؤساء الملائكة ثلاثة:

جبريل عليه السلام موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح

وميكائيل عليه السلام موكل بالقَطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان

وإسرافيل عليه السلام موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم .

من عباداتهم: التسبيح – الصلاة – الحج إلى البيت المعمور – الخوف من الله


صفاتهم الخَلْقية:

-       خلقهم الله قبل آدم

-       خُلقوا من نور

-       عظم خَلْقهم

-       لهم أجنحة متفاوتة

-       جمال خلقتهم

-       لايوصفون بذكورة ولا أنوثة

-       لايملون ولايتعبون

-       قدرتهم على التشكل

صفاتهم الخُلقية :

 

 

-       وصف الله الملائكة بأنهم كرام بررة

-       من أخلاقهم صفة الحياء

-       منظمون في كل شؤونهم 

أسماء الملائكة:

جبريل – ميكائيل – إسرافيل – مالك – رضوان – منكر ونكير – هاروت وماروت .

الملائكة المذكورون بأعمالهم:

الكرام الكاتبون – مَلك الموت – حملة العرش – الزبانية – الملائكة الموكلون بالجنان – الموكلون بالجبال – بالسحاب – بالرحم – الأفلاك – الشمس والقمر – ملائكة الرحمة – ملائكة العذاب .

 


المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر ( ص 697 – 709 )

اختلف الناس في المفاضلة بينهم على عدة أقوال

1-             تفضيل الملائكة : المعتزلة

2-             تفضيل الأنبياء والأولياء: أتباع الأشاعرة

3-             تفضيل الأئمة : الشيعة

4-             تفضيل صالحي البشر : الإمام أحمد وبعض الصحابة والتابعين

5-             التوقف في المفاضلة : الإمام أبو حنيفة وابن أبي العز شارح الطحاوية

6-             المنع والقول بأنها من بدع علم الكلام: تاج الدين الفزاري

 


 

بعض أدلة الذين يفضلون صالحي البشر على الملائكة:

1-             أن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم، فلولا فضله لما أمروا بالسجود له، قال الله تعالى: ] وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر [ .

2-             قوله تعالى: ] إني جاعل في الأرض خليفة [ .

3-             قوله تعالى : ] وعلم آدم الأسماء كلها [ .


بعض أدلة الذين يفضلون الملائكة على صالحي البشر :

1-      احتجوا بقوله تعالى: ] مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا مَلَكين أو تكونا من الخالِدِين [ .

2-     احتجوا بالحديث القدسي: ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ).

3-        وبقوله تعالى: ] ولا أقول لكم إني مَلَك [ .


تحقيق القول:

يمكن الجمع بين القولين كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله:

" إن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية، وإن الملائكة أفضل باعتبار كمال البداية " .


ثمرات الإيمان بالملائكة:

1-             العلم بعظمة الله، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق.

2-             شكر الله على عنايته ببني آدم حيث وكل من الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك.

3-             محبة الملائكة على ماقاموا ومايقومون به من عبادة الله .

4-             معرفة حقيقة الملائكة وتجنب الوقوع في الاوهام والخرافات.

5-             الاستقامة على أمر الله، والاستشعار بوجودهم ورقابتهم والاستحياء منهم.


القسم الثالث

الإيمان بالكتب الربانية


الإيمان بالكتب الربانية ( ص  713 770 )

أولاً : الإيمان بجملة الكتب ( ص 713 ) :

يجب أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله، وأنها نزلت بالحق والنور والهدى، وبتوحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وأن ما نُسب إليها مما يخالف ذلك إنما هو من تحريف البشر، ومن هذه الكتب ماسماه الله عز وجل لنا في كتابه: القرآن – التوراة – الإنجيل – الزبور – الصحف

ومنها مالم يسمّ، وعددها إجمالاً :  مئة وأربعة ( 104 ) كتاباً.

ثانياًً : الإيمان بالقرآن وأنه كلام الله غير مخلوق ( ص 713 ) :

قال الإمام الطحاوي: وإن القرآن كلام الله، منه بدا بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً...

ولانقول بخلقه، ولانخالف جماعة المسلمين.

منه بدا: أي هو المتكلم به، فمنه بدا، لا من بعض المخلوقات، ] ولكن حق القول مني [ .

ومعنى قولهم: وإليه يعود: يرفع من الصدور والمصاحف، فلايبقى في الصدور منه آية ولافي المصاحف.

أقوال الناس في الكلام (717) :

افترق الناس في مسألة الكلام على أقوال منها:

قول أهل السنة والجماعة: القرآن كلام الله، منـزَّل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو معجز دال على صدق ماجاء به r ، ومحفوظ إلى يوم القيامة، وأن الله تعالى يتكلم بما شاء، كيف شاء، كلامه حقيقة، بحرف وصوت، والكيفية لانعلمها، ولانخوض فيها، قال الله تعالى: ]وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه [ ، وقوله تعالى: ]يريدون أن يبدلوا كلام الله [ .

قول الأشاعرة والكُلابية: خالفوا أهل السنة والجماعة؛ فقالوا: إن القرآن عبارة أو حكاية.

فمذهب الأشاعرة: أن القرآن معنى واحد قائم بذات الرب، وهو صفة أزلية قديمة، ليس بحرف ولاصوت ولاينقسم ولا له أبعاض ولا له أجزاء، وهو عين الأمر وعين الخبر وعين الاستخبار، الكل من واحد، وهو عين التوراة والإنجيل والقرآن والزبور، وألفاظه وحروفه مخلوقة لتعبر عنه، فإذا عُبِّر عن ذلك المعنى بالعربية كان قرآناً، وإن عبر عنه بالعبرانية كان توراة، وإن عبر عنه بالسريانية كان اسمه إنجيلاً .

ومذهب الكُلابية: أن القرآن معنى قائم بالنفس لايتعلق بالقدرة والمشيئة، وأن الحروف والأصوات حكاية له دالة عليه، وهي مخلوقة.

وعلى مذهبيهما ليس كلام الله بحرف ولاصوت، وإنما هو المعنى القائم بنفسه .

قول المعتزلة والقدرية : إن القرآن مُحْدَث مخلوق يفنى ويذهب كما تفنى سائر المحدثات

الرد على من زعم أن القرآن مخلوق ( ص 727 ) :

استدل المعتزلة في قولهم إن القرآن مخلوق وليس كلام الله؛ بشبهات نقلية وعقلية، من أهمها قوله تعالى: ] الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل [ .

وجه الدلالة: الله خالق كل شيء، والقرآن شيء، فيدخل في عموم قوله: كل شيء؛ لأنه ماثَمَّ إلا خالق ومخلوق، والله خالق وماسواه مخلوق .

الرد عليهم من وجهين:

الأول: أن القرآن كلام الله تعالى، وهو صفة من صفات الله، وصفات الخالق غير مخلوقه.

الثاني: أن تمسكهم بعموم ( كل ) غير صحيح؛ لأن عمومها في كل موضع بحسبه، ويُعرف ذلك بالقرائن، مثل قوله تعالى: ] تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لايُرى إلا مساكنهم [ ، ومساكنهم شيء، ولم تدخل في عموم كل شيء دمرته الريح؛ وذلك لأن المراد : تدمر كل شيء يقبل التدمير بالريح عادة ومايستحق التدمير .

وكذلك قوله تعالى عن بلقيس ملكة سبأ: ] وأوتيت من كل شيء [ ، والمراد من كل شيء يحتاج إليه الملوك، وقد خرج شيء كثير لم يدخل في ملكها منه شيء، مثل ملك سليمان عليه السلام، وهذا القيد يُفهم من قرائن الكلام.

وعلى ذلك فالمراد من قوله تعالى: ] الله خالق كل شيء [ ، أي: كل شيء مخلوق، وكل موجود سوى الله فهو مخلوق، فدخل في هذا العموم أفعال العباد حتماً، ولم يدخل في العموم الخالق تعالى وصفاته؛ لأنه سبحانه هو الموصوف بصفات الكمال، وصفاته ملازمة لذاته المقدسة لايتصور انفصال صفاته عنه ألبـته.

وبما أن القرآن كلام الله، وكلامه تعالى صفة من صفاته، إذن فالقرآن ليس داخلاً في عموم الآية، فهو ليس مخلوقاً، وبذلك بطل استدلال المعتزلة بهذه الآية الكريمة، والله تعالى أعلم .

الرد على من زعم أنه عبارة أو حكاية عن كلام الله ( ص750) :

نرد عليهم بما يأتي:

1-       أنه خلاف إجماع السلف.

2-   أنه خلاف الأدلة؛ لأنها تدل على أن كلام الله يسمع، ولايسمع إلا الصوت، ولايسمع المعنى القائم بالنفس.

3-       أنه خلاف المعهود؛ لأن الكلام المعهود هو ماينطق به المتكلم لا مايضمره في نفسه .

4-   جمهور العقلاء يقولون: إن فساد قولهم معلوم بالضرورة بعد التصور التام، فإنّا إذا عرَّبنا التوراة والإنجيل لم يكن معناهما معنى القرآن، بل معاني هذا ليست معاني هذا، وكذلك قل هو الله أحد، ليس هو معنى تبت يدا أبي لهب، ولامعنى آية الكرسي آية الدَّين، وقالوا: إذا جوّزتم أن تكون الحقائق المتنوعة شيئاً واحداً ، فجوِّزوا أن يكون العلم والقدرة والكلام والسمع والبصر صفة واحدة، فاعترف أئمة هذا القول بأن هذا الإلزام  ليس لهم عنه جواب عقلي .


الكتب الواردة في المتن ( ص 1359 – 1368 ) :

1-       إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي

2-       الإشارة في البشارة لتاج الدين الفزاري

3-       تبصرة الأدلة في الكلام لأبي المعين النسفي

4-       تهافت التهافت لأبي الوليد ابن رشد المالكي

5-       الحيدة لعبد العزيز المكي

6-       ري الظمآن لأبي الفضل المرسي

7-       شرح التأويلات لأبي منصور الماتريدي

8-       الصحاح للجوهري

9-       العُمَــد للقاضي عبد الجبار

10-  عوارف المعارف للسهروردي

11-  الفاروق في الفرق بين المثبتة والمعطلة لأبي إسماعيل الهروي

12-  الفتاوى الظهيرية لظهير الدين البخاري

13-  الفقه الأكبر لأبي حنيفة

14-  مآل الفتاوى للسمرقندي

15-  المطالب العالية لفخر الدين الرازي

16-  المعتبر في الحكمة ( المنطق) لأبي البركات هبة الله ملكا

17-  المغني في علم الكلام للقاضي عبد الجبار

18-  منار الأنوار للنسفي

19- منازل السائرين لأبي إسماعيل الهروي

20-  المنتخب لملك النحاة الحسن بن الصافي .   


أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقني وإياكم صحة في إيمان وإيمانا في حسن

خلق ونجاحا يتبعه فلاح


أستاذ المادة :
د. محـمد بن عبد الله الحـلواني



آخر تحديث
10/6/2016 3:23:54 AM